محمد عواد - كنت أصعد بواسطة الدرج الكهربائي في إحدى المراكز التجارية، وأمامي امرأة وطفلها وخادمة، في البدء تساءلت عن جدوى جلب الخادمة معها وعدم منح نفسها وابنها بعض لحظات الخصوصية والانفراد فيما بينهما، لكنها جعلتني أفهم وكم ندمت على أنني تساءلت كي أفهم.
فبعد أن وصلنا نهاية الدرج، قامت الأم بإخراج قارورة ماء من حقيبتها وأعطتها للخادمة، فقامت الأخيرة بفتح القارورة واقتربت من الطفل ليشرب، ثم أغلقتها وأعادتها للأم... بلغة أخرى "لم تتنازل الأم بأن تجعل ابنها يشرب من يديها فهناك خادمة!!".
كي أكون واضحاً فأنا غير محايد أبداً ولن أكون في هذه القضية، فما زلت لا أفهم الفرق بين العبودية في النظام القديم ونظام الخادمة المقيمة في المنزل في العصر الحديث، لكن الموقف قد يغيظ حتى صاحب مكتب استقدام خادمات، فالمسألة مع مثل هذه المرأة قد تطورت وتفاقمت إلى درجة نست معها أنها أم، وغدا ربما ستطالب ابنها ببرها وأن يكون جيداً معها لأنها تعبت بتربيته.
وحتى تجبرني الصدفة على كتابة هذا المقال جمعتني بهذه العائلة من جديد في قاعة المطاعم، هناك كانت الخادمة مهتمة بأكل الطفل وكانت مهتمة جداً بأن لا تتسخ ثيابه، وأما الأم فكان لديها موضوع أهم في الهاتف تتكلم به وتضحك، والحمدلله أنها أسقطت غطاء الهاتف على الأرض فنزلت لترفعه بنفسها ولم تطلب من الخادمة أن تجلبه لها، في ذلك كان دليل جيد بأنها لا تعاني من مشاكل تمنعها من النزول لجعل ابنها يشرب أو الاهتمام بابنها وهو يأكل.
مثل هذه المرأة... يتوجب طلاقها فوراً، فأي شعور بالمسؤولية قتلته في داخلها!